ورد في لسان العرب لابن منظور:
الحق نقيض الباطل، وجمعه حقوق وحقاق، وفي حديث التلبية (لبيك حقا حقا) أي غير باطل، وهو مصدر مؤكد لغيره، وقوله تعالى (ولاتلبسوا الحق بالباطل)، قال أبو إسحاق: الحق أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وما أتى به من القرآن، وكذلك قوله تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه..)
وحق الأمر يحق ويحق حقا وحقوقا: صار حقا وثبت، وقال الأزهري معناه وجب وجوبا، والحق اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته.
2- الأبدية: وهذه الصفة تفيد أن حقوق الإنسان باقية ما دامت كرتنا الأرضية تضم على ظهرها البشر، لأن الإنسان لا يستطيع العيش بدونها لأنها الضمان الأساسي الذي لاغنى عنه ليحيا حياة حرة كريمة.
3- التلازم: بمعنى أنها ترافق الإنسان منذ تشكله جنينا إلى ولادته وحتى وفاته، ولا يستطيع أحد أن يحجبها عنه، فهي ملازمة للإنسان لم يمنن بها عليه أحد، ولم يمنحها له أحد، ولا تنفصم عنه مطلقا.
4- الإعلانية: فحقوق الإنسان موجودة حكما لا موجب لإقرارها من قبل سلطة تشريعية أو دستورية أو أية سلطة أخرى... وهذا ما أشارت إليه الأمم المتحدة عندما قالت (بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولم تقل بإقرار هذه الحقوق)، وإنما مهمة التشريع تنحصر في تنظيم ممارسة هذه الحقوق فحسب.
5- شمولية حقوق الإنسان: أي أن هذه الحقوق ليست قاصرة على فئة معينة من الناس ولا على بقعة واحدة في العالم ولا في زمان محدد من الأزمنة، وإنما هي حقوق موجودة أبدية ملازمة لجنس الإنسان في كل زمان ومكان.
و- الحق في العدل وتحريم الظلم (إن الله يأمر بالعدل) النحل 90، (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) النساء 58 (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) الشعراء 227، (لا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار) إبراهيم 42، وفي الحديث (من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله) و(إذا رأيتم الظالم ولم تأخذوا على يديه يوشك أن يعمكم الله بعذاب) (وإذا عجزت أمتي عن أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها).
ز- التكافل والتعاون والعدالة الاجتماعية:
دعا الإسلام لأن يقوم المجتمع على أسس من التوازن وفي الحديث (لا تفلح أمة لا يؤخذ للضعيف منها حقه من القوي) وقال عمر بن الخطاب في خطبة له(القوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف منكم قوي عندي حتى آخذ الحق له).
#مواثيق واتفاقيات وقرارات دولية معاصرة:
أولا ـ هيئة الأمم المتحدة ـ ميثاقها:
مهد لإنشاء الأمم المتحدة وتحديد ميثاقها مواثيق وتصريحات:
1- ميثاق الأطلسي: في الرابع عشر من آب 1941 نشر روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وثيقة عرفت باسم وثيقة الأطلسي، باعتبار أنها ظهرت وهما على ظهر بارجة حربية شمال الأطلسي- تضمنت الوثيقة الأسس المشتركة لما قالا أنه أماني دولتيهما لمستقبل الجنس البشري بعد الحرب.
كانت الوثيقة في ثماني مواد منها أنهما لا يرغبان في إحداث تغييرات إقليمية لا تتفق والرغبات التي يعبر عنها سكان كل إقليم تعبيرا حرا. وأنهما يحترمان حقوق جميع الشعوب في اختيار نوع الحكومة التي يبغون العيش في ظلها، ويرغبان في رد حقوق السيادة والحكومة الذاتية إلى أولئك الذين حرموا منها بالقوة، وأعرب الرئيسان في هذه الوثيقة عن رغبتهما في أن يقوم السلام الذي يمكن كل الشعوب من العيش بأمان ضمن حدودها السياسية ويضمن تأمين الحرية لجميع الأفراد في جميع الأقطار ليحيوا حياة خالية من الخوف والفاقة.
وسنعرض في خاتمة البحث مدى التزام هاتين الدولتين بما تعهدتا به.
2- تصريح الأمم المتحدة:
في الأول من كانون الثاني 1941 وبحضور ممثلي 26 دولة منها الولايات المتحدة وإنكلترا والاتحاد السوفيتي والصين، صدر تصريح سمي تصريح الأمم المتحدة، تضمن قبولها المبادئ العامة المعلنة في ميثاق الأطلسي. وكونها مقتنعة بأن الانتصار على دول المحور (ألمانيا وايطاليا واليابان) أمر جوهري للذود عن الحياة والحرية والاستقلال، والمحافظة على الحقوق والعدالة الإنسانيتين في بلاهم، وفي البلدان الأخرى لذلك فإنها ـأي الدول ـ تصرح باستخدام جميع مواردها العسكرية والاقتصادية ضد دول المحور وأنها لا تعقد هدنة أو صلحا منفردا معها.
3- حقوق الإنسان في ميثاق الأمم المتحدة:
في عام 1944 وضع خبراء دبلوماسون من الولايات المتحدة الأمريكية وانكلترا والاتحاد السوفيتي والصين قواعد أساسية لمنظمة دولية تخلف عصبة الأمم بعد الحرب، وأسميت هذه القواعد (مقترحات دمبرتون أوكس) نسبة للمقاطعة التي وقع فيها الاجتماع بالقرب من واشنطن.
في أواخر أيام الحرب 25 نيسان 1945عقد ممثلو خمسين دولة مؤتمرا في سان فرانسيسكو وهي الدول الست والأربعون التي وضعت تصريح الأمم المتحدة ومن انضم إليه بعد ذلك، وأربع دول قبلت في المؤتمر وبتاريخ 16حزيران من ذات العام وقعت الدول ميثاق الأمم المتحدة وبدأت هذه الهيئة الدولية بإحدى وخمسين دولة هي الدول الأعضاء في مؤتمر سان فرانسيسكو إضافة إلى بولندا.
وقد تضمن الميثاق النص على مبدأ احترام حقوق الانسان وحرياته الأساسية في مقدمته والعديد من مواده (1-13-55-56-62-68-76)، وابتداء من صدور هذا الميثاق لم تعد حقوق الانسان من المسائل التي تدخل في الاختصاص الداخلي للدول، بل أصبحت شأنا عالميا يدخل في صميم القانون الدولي.
ثالثا: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
في العاشر من كانون الأول 1948 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الانسان، الذي أصبح مرجعا أساسيا لعدد من الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الانسان، وكان له أثر واضح في معظم دساتير الدول التي صدرت بعد عام 1948.
رابعا: اتفاقيات دولية:
على الرغم من أهمية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفه دافعا في حركة العمل الهادف لاحترام الحقوق والحريات، فهو لا يتعدى كونه توصية لا قوة إلزامية له. ولذلك أعدت هيئة الأمم المتحدة اتفاقيتين وبروتوكولا، لها جميعا قوة إلزامية بوصفها معاهدات دولية، وكان تاريخ إقرارها 16كانون أول 1966، وهذه الاتفاقيات هي:
1- العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
2- العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
3- البروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
وسندرج خلاصة لهاتين الاتفاقيتين فيما يلي:
1- الاتفاقية الدولية بشأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تنص هذه الاتفاقية على الحق في العمل (م6) بشرط وأجر عادل (م7) وعلى حق التنظيم النقابي (م
والضمان الاجتماعي (م9) وحماية الأسرة والأطفال (م10) وضمان الغذاء والكساء والمأوى (م11) والإسهام في الحياة الثقافية (م15) والمساواة بين الرجل والمرأة (م3).